رحيل إمام محمدين عن الاتحاد السكندري .. هروب متعمد؟ أم استسلام لخفافيش الظلام؟
أثار رحيل الكابتن إمام محمدين عن رئاسة قطاع الناشئين بنادي الاتحاد السكندري جدلًا كبيرًا بين جمهور سيد البلد، وساد الإحباط بين قطاع كبير من الجماهير فور تأكد رحيل محمدين، بعد أن كانت تضع عليه آمالها في النهوض بقطاع الناشئين الذي عانى من الإهمال والفساد على مدار سنوات طويلة.
إمام محمدين يُعد من أبرز خبراء قطاعات الناشئين على مستوى الكرة المصرية، وخلال فترة عمله بنادي إنبي -والتي امتدت لنحو 14 عامًا- ساعد في اكتشاف وتطوير كثير من المواهب التي شقت طريقها نحو النجومية، وساهم بذلك في إمداد الفريق الأول للفريق البترولي بلاعبين مميزين بشكلٍ مستمر، بالإضافة لتحقيق فائض مالي كبير من خلال عمليات بيع اللاعبين لأندية أخرى.
وبسبب تجربة إمام محمدين المميزة في إنبي، قام محمد مصيلحي رئيس مجلس إدارة الاتحاد السكندري بالتعاقد معه في 2018 من أجل تحقيق طفرة داخل قطاع الناشئين بالنادي، وتطوير مواهب يستفيد منها الفريق الأول، وعمل مصيلحي على توفير كافة متطلبات القطاع ورئيسه، من ملاعب تدريب، وأدوات رياضية، كما نجحت إدارة الاتحاد في ضم ناشئين مميزين من أندية أخرى بمقابل مادي.
طفرة حقيقية ونتائج رائعة
خلال تولي إمام محمدين رئاسة قطاع الناشئين بنادي الاتحاد السكندري، ظهرت بصماته واضحة جلية، وانعكست في نتائج غير مسبوقة لبعض فرق الناشئين، وربما كان أهمها على الإطلاق تحقيق فريق 2005 لقب بطولة الجمهورية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ النادي، وتُوِج مهاجم الفريق الواعد عمرو فتحي عموري بلقب هداف البطولة برصيد 17 هدف.
كما انضم أكثر من لاعب داخل القطاع إلى منتخبات مصر للناشئين، وفي ذلك دلالة على ارتفاع جودة ناشئي القطاع تحت قيادة محمدين.
لماذا لم يستفد الفريق الأول من ناشئي النادي؟
بالرغم من النتائج المميزة والنجاح الذي بدأ يلوح في الأفق؛ كان من الغريب عدم تصعيد أي لاعب من فرق الناشئين للفريق الأول للحصول على فرصة، وليجني الاتحاد الثمار الحقيقية لتجربة إمام محمدين!
وظل السؤال يتردد، لماذا لم يستعن كل مدربي الفريق الأول الذين عاصرهم محمدين بلاعبين مميزين ظهروا في القطاع بل وانضموا لمنتخب مصر في مراحلهم السنية؟
هل كان الأمر متعمدًا؟ هل من قبيل المصادفة ألا يقتنع أربعة مدربين مختلفين للفريق الأول بأيٍ من لاعبي القطاع؟ أم أن هناك من كان له دورٌ في الأمر، ويتعمد تهميش العمل الذي يقوم به إمام محمدين؟
ومع عدم توضيح الأمور من جانب مسؤولي ومدربي النادي، وعدم وجود إجابات حاسمة للأسئلة السابقة؛ ثار الجدل بين جمهور سيد البلد، وخصوصًا مع رغبة إمام محمدين المتكررة في الاستقالة وترك العمل داخل الاتحاد السكندري بلا أسباب معلنة واضحة.
الفساد تسبب في تطفيش إمام محمدين
بحسب ما ترى فئة كبيرة من الجماهير، فإن رغبة إمام محمدين في ترك رئاسة قطاع الناشئين داخل الاتحاد السكندري ترجع بالدرجة الأولى لما وصفوه بالحرب التي يتعرض لها من بعض الفاسدين والمنتفعين، الذين كانوا سببًا في حالة الفوضى والتراجع الشديد لقطاع الناشئين على مدى سنوات طويلة، وبالتالي لم يكن استمرار الرجل في صالحهم، وعملوا جاهدين على طمس أي نجاح يحققه.
هروب وعدم احترافية
على الجانب الآخر ترى فئة أخرى من جماهير الاتحاد السكندري أن ترك إمام محمدين للنادي بتلك الطريقة، ينم عن عدم احترافية، وقلة احترام لكيان واسم سيد البلد، ومطالبته المستمرة بالرحيل كانت أمرًا غير مقبول، خاصةً وأنه لم يبدِ أسبابًا مقنعة لاستقالته، وحتى لو كان قد تعرض لعراقيل أو ضغوط أثناء تواجده داخل جدران زعيم الثغر؛ فإن ذلك أمرًا طبيعيًا حين تكون مسئولًا في نادي جماهيري بحجم الاتحاد.
وبحسب أصحاب هذا الرأي، فإنه كان من الأجدر بالكابتن إمام محمدين أن يوضح الأمور بشفافية للجمهور في حالة وجود فساد أو معوقات منعته من الاستمرار في مهمته.
إمام محمدين يعود لرئاسة قطاع الناشئين في إنبي
بقي لنا أن نشير إلى أن إمام محمدين قد عاد لتولي رئاسة قطاع الناشئين في إنبي، وفي مقابلات صحفية صرح بأنه يعتز بالفترة التي قضاها داخل نادي الاتحاد السكندري، ويشكر جماهيره وإدارته على الدعم الكبير الذي تلقاه، مضيفًا إلى أن سبب رحيله عن الاتحاد يرجع في المقام الأول لظروفه الصحية، وصعوبة التنقل المستمر بين الإسكندرية والقاهرة، وحاجته للاستقرار في القاهرة.
وأكد محمدين على أن رحيله لا علاقة له بأي أمور مادية، مشيرًا إلى إنه كان يتقاضى في الاتحاد أكثر مما سيتقاضى في إنبي.
حلقة من برنامج ستاد الإسكندرية حول رحيل إمام محمدين عن الاتحاد السكندري
والآن شاركنا برأيك من خلال التعليقات حول أسباب رحيل إمام محمدين عن الاتحاد السكندري